____________________ العودة الى الصفحة الرئيسية

14 ديسمبر 2008

>>>>> فــى العضـــــم ...!!!

ضـحية الإعلام

طالعتنا صحف الصباح الصادرة في اليوم التالي لمباراة النادي الأهلي المصري ونادي باتشوكا المكسيكي في مونديال الأندية باليابان ،والتي انتهت بهزيمة قاسية للنادي الأهلي بأربعة أهداف لهدفين بخبر وفاة مشجع أهلاوي شاب (36عاما) متزوج وأب لطفلين من محافظة بني سويف بالسكتة القلبية عقب المباراة ونشرت أحدى الصحف الخبر تحت عنوان : (ضحية الأهلي) !!!

وأتفق تماما مع نصف العنوان الأول فالرجل سقط ضحية بكل تأكيد إلا أنني لا أظنه "ضحية الأهلي " بقدر ما أظن أن الأهلي وجماهيره بأكملها هم الضحايا الحقيقيين لإعلام رياضي مغرض ومريض مهنيا ،غير متزن سلوكيا وفنيا أفتقر في مجمل تقديمه للنادي الأهلي للدقة والموضوعية فى أغلب الأحيان ،متصورا أنه يقدم خدمة جليلة للنادي وجماهيره بخلقه حالة من السعادة الوهمية لهم من خلال تركيزه الدائم على الجوانب الايجابية وإهماله وتجاهله للنواحي السلبية عن قصد وعمد ،متذرعا برغبة الجماهير المطلقة في قراءة أو سماع كل ماهو ايجابي عن ناديهم الذي يعشقونه ، والعزوف عن كل خبر سلبي مهما بلغت درجات حقيقته أو خطورته .

الشحن الإعلامي الزائد كان السبب الحقيقي وراء إصابة الجماهير بحالة من الحزن العام بعد ما تسبب بشكل غير مباشر في خروج النادي الأهلي من المنافسة في مونديال الأندية مبكرا ، الإعلام الرياضي الذي طالما صب جل اهتمامه على النادي الأهلي دون الأندية الأخرى فلم يعد أحد يقرأ أو يسمع عن الأهلي إلا كلاما من عينة : إدارة النادي الأهلي هي الأفضل ومديره الفني هو الأروع وصفقاته هي الأنجح ، وجماهيره هي الأعظم ،ولاعبي فريقه هم النجوم ، ورغباته أوامر لاتعصى وكأن النادي الأهلي بلا عيب ولا نقيصة ولا أخطاء ولا تمرد ولا طمع ولا جشع ولا إسراف في المال العام ولا مشاكل من أي نوع ... !!!

في النهاية أقول للاعبي وجماهير النادي الأهلي أنتم مدينون بالشكر لفريق باتشوكا ،فالقصة ليست هزيمة فريق كرة في مباراة أو بطولة فكلنا يعلم أن الفوز والهزيمة هما وجها عملة مباريات كرة القدم الممنوعة من الصرف وللخسارة دائما فوائد أهمها أنها أوضحت بشكل كبير الدور الاعلامى المريب الذي ظل يتناول الأهلي قبل البطولة وكأن فريقه ذاهبا في نزهة لن يواجه فيها أبطال قارات مثله وأفضل ،تاركا الجماهير من خلفه في غيبوبة الحلم السعيد التي أراد الإعلام الرياضي ألا يفيقوا منها بفرض فكر شخصي لكاتب أو مذيع أو محلل أو معلق على عقول الجميع .

شكرا لك (باتشوكا) لأنك كشفت لنا أن إعلامنا الرياضي يحتاج إلى تطوير ، تطوير يجب أن يسبقه تطهير ، فعندما نتخلص من العناصر الغثة في هذا الوسط ، ويتوازي ذلك مع إعادة النظر في الانتقاء والانتماء والتقييم والتثقيف لمن يصلح للتقديم والتحليل والنقد والتعليق سوف يكون لنا حق المطالبة بالوصول إلى العالمية بل وربما المنافسة على المراكز الأولى منها .