____________________ العودة الى الصفحة الرئيسية

22 يناير 2009

( الفـراغ التنـافسـى ) ... وفرصة الزمالك الذهبية !!!

شعاع ضيق بدا وكأنه بريق أمل أرقبه بازغا عبر ثقب باب كدت أوصده كليا هو باب تفاؤلي ،شعاع يتسلل ببطء ويحاول عبثا إزاحة مزلاج باب العودة الثقيل أمام نادي الزمالك ... شعاع خافت لكنى أراه يحاول أن ينسج من خيوط ضوئه يد تمتد بفرصة يستحقها هذا الكيان العملاق الذي دانى عمره المائة عام ، ربما كانت سببا فى أعادته إلى سابق عهده لو أحسن لاعبوه ومسئولوه الفنيين والإداريين استغلالها.


والفرصة التي جالت في خاطري تمخضت عن مايمكن أن نطلق عليه مرحلة (الفراغ التنافسي) التي زوج الزمالك لها نفسه (بنفسه) بعد خروجه من المنافسات الإقليمية والمحلية الواحدة تلو الأخرى ،وتعفف برضاه عن المشاركة في دوري أبطال العرب أو الكونفيدرالية الأفريقية رغم كونه حامل اللقب المؤهل لها مباشرة ،فضلا عن رفض (الكاف) طلبه رد كبرى بناته الأميرة الأفريقية والمشاركة في دوري الأبطال الأفريقي على اعتبار أن الزمالك (راجلها) وله منها خمس أبناء أصغرهم عمره ستة أعوام أو حتى الرجوع إليها عبر محلل النادي الاسماعيلى المعتذر عنها لأسباب خاصة ربما شكا في سلوكها إلا أن (الكاف) رفض ذلك أيضا ،فأصبح الفريق بلا أي هدف تنافسي مباشر ولمدة قد تصل إلى تسعة أشهر ، وهو أمر قد يبدو للبعض نقيصة في تاريخ النادي الكبير ،لكنى أراها فرصة هامة وجديرة بأن يمسك الزمالك بتلابيبها ويعض عليها بالنواجذ،حتى وان كانت على غير إرادة النادي العريق أو ضد رغبات وطموحات جماهيره العريضة.

وعلى الرغم من التدهور الذي شهده الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك على مستوى النتائج في المسابقات المحلية والإقليمية ،إلا أنني أؤكد أن باب الأمل في العودة لم يغلق نهائيا اذا تحلى الفريق بالرغبة في استعادة ما فقده في بضع سنين خلت ،وأن يجعل من تصحيح مسيرته وصورته المشوشة هدفا أوليا ومطلبا ملحا ،على الجميع أن يسع أليه دون كلل أو تقاعس.

الوقت متاح ويمثل فرصة حقيقية للجنة المؤقتة برئاسة الدكتور محمد عامر لترتيب البيت الأبيض من الداخل ،وحل المشكلات المالية والإدارية المستعصية التي استنزفت وأجهضت محاولات النهوض بالنادي ،وهى خطوة هامة وأساسية لتمهيد الطريق أمام المجلس المنتخب القادم في يوليو2009 ،ومهمة شاقة ونبيلة في آن ،تستحق أن تكتب بأحرف مضيئة في مضبطة تاريخ النادي العريق وأظن أن رئيس وأعضاء اللجنة أهل لها بما لمسناه منهم من رغبة ملحة في النهوض بالنادي ومحاولة إصلاح ما أفسدته (عوامل التعرية) في نادي الزمالك.

فرصة حقيقية أيضا للسويسري ميشيل ديو كاستال المدير الفني الجديد للزمالك الذي يتضح يوما بعد يوم إصراره على علاج أمراض لاعبي نادي الزمالك التي استعصت على من سبقوه ،بعد تشخيصه المبدئي لأخطر أمراض لاعبو فريقه "كالفردية" و"المظهرية" و "الشللية" التي لمسها المدرب (الفاهم) خلال الفترة القصيرة التي قضاها في قيادة الفريق وجميعها بلا شك أثرت بالسلب علي شكل الأداء ونتائج الفريق، وهو ما يعضد الآمل في العودة بمسيرة الفريق للأبيض إلى الأفضل على يد كاستال الذي تنتظر الجماهير البيضاء منه الكثير .

مسئولية كبيرة وفرصة حقيقية يجب أن ينتهزها جميع اللاعبين لبحث مواقفهم وتحديد توجهاتهم ورغباتهم سواء في الاستمرار والعطاء بلا حدود للنادي الذي أعطاهم الكثير ،أو ترك الراية ليحملها آخرون ممن قد يوجد لديهم إجابة أكثر منطقية للسؤال المعضل والمتكرر : متى يعود الزمالك ؟

الزمالك أمام فرصة ذهبية حقيقية بكل المقاييس ،فرصة لتخطيط مستقبل أفضل لكرته دون ضغوط النقطة والدربي والترتيب العام بجدول الدوري، فرصة للدفع (المبرمج) بالشباب في تشكيلة الفريق الأساسية ،فرصة للتغـلب علي مشكلة انخفاض معدلات اللياقة البدنية لنجوم الفريق الكبار والعودة بمستواهم الفني لما يتناسب واسم نادي الزمالك ،فرصة لجماهيره لتعبر عن المزيد من أصالتها وعظمتها بالوقوف خلف فريقها ودفعه للأمام بدلا من محاولات التقطيع التي ينتهجها البعض من المدعين المحسوبين على ذمة النادي ...

في النهاية أتمنى أن يولد الفراغ التنافسي الذي فرضه فريق الزمالك على واقعه حالة جديدة لدى لاعبي الفريق من استنفار الطاقات والبحث عن الذات والنبش في ذاكرة الانتصارات ،فهم الذين يقع علي عاتقهم العبء الأكبر ,والجهد الأعظم فى سبيل حل المشكلة التي صنعوها ثم عقدوها في الأساس بعدما غاب اسم النادي عن ذاكرتهم فغابت عنهم الانجازات ولم تعد تقرضهم شمس البطولات ... من يدرى ???...

"رب ضارة نـافعة"...

الخميس22/01/2009