____________________ العودة الى الصفحة الرئيسية

07 فبراير 2009

خســـر الزمالك ... وأخطـــأ شيكابالا !!!


ثلاث نقاط جديدة أضيفت إلى رصيد الزمالك السلبي جدا هذا الموسم والذي يعد الموسم الأسوأ لفريقه الأول على الإطلاق منذ نشأة النادي في 1911 ، حدث ماكان متوقعا وخسر الزمالك على أرضه أمام المحلة بهدف من خطأ مركب لحارس مرماه وليبرو فريقه ،ربما جاءت الخسارة أكثر مما كان متوقعا لدى البعض خاصة بعد الراحة الطويلة واستقدام لاعبين جدد ، ومحاولات يائسة لتهذيب وإصلاح آخرون قدامى ، فلم يدر بخلد أكثر المتشائمين أن يلق الفريق هزيمة سابعة على أرضه وبين جمهوره الذي حضر اللقاء رغم هواجس السقوط التى كانت تراوده والذي تكرر هذا الموسم أكثر من سابقيه وبشكل غير مسبوق ليبدأ الجمهور المسكين اللقاء وهو يساند ويؤيد ويشجع وينهيه وهو يشجب ويندد ويستنكر بل ويهدد ...!!!


يعلم جميعنا تمام العلم أنه لا يوجد فريق في العالم يعود من الانهيار إلى الثبات بين عشية وضحاها ، حتى وان أمتلك أفضل المديرين الفنيين على مستوى العالم ، ولا يملك أحدنا مهما أوتى من قدرة على التأثير فى الآخرين شحن فريق كامل بروح النصر فى بضع أيام ،بعد أن زرعت بين خلجاته (شتلة) الهزيمة وترعرعت منذ أكثر من أربع سنوات ، وبما أنه ليس هناك من طريقة تعيد الموتى إلى الحياة مهما بلغت الإنسانية من التقدم الطبي والعلمي ، ولا يوجد ما يسمى بالعصا السحرية إلا في الكتب والمخطوطات القديمة... فجاءت الهزيمة المتوقعة وكان الخروج عن النص من الجميع شعارا رئيسا لهذا اللقاء.


لن أحلل أحداث اللقاء لأنه لا يستحق فنيا أكثر من الإشارة إلى نتيجته مشفوعة بتهنئة واجبة لمدافعي فريق الغزل الأبطال الذين احتفظوا لفريقهم بالتقدم (الهدية) حتى النهاية ،ولن أكرر كلمات المواساة ونصائح الصبر التي ملها جمهور الزمالك بعدما ملأت أسماعه يوما بعد يوم وهزيمة بعد أخرى ، فهذا لم يعد مجديا ولا شافيا بأي حال من الأحوال ،فالوضع أصبح من الخطورة بدرجة لا تجدي معها المسكنات التي طال أمد استخدامها سنوات وسنوات ماضية بدرجة جعلت من استمرار الفريق ضمن فرق الدوري الممتاز أمر قد يحتاج إلى شبه معجزة أكثر من حاجته إلى فريق كرة قدم صلب !!! وسبحان المغير الذى لا يتغير ..هذا الفريق الذي كان يوما مصدرا رئيسيا في تمويل منتخب مصر الفائز ببطولة كأس الأمم الأفريقية بوركينا فاسو 1998 أصبح مهددا بالدخول في صراع على الهبوط لدوري الدرجة الثانية!!!


كنا قد قرأنا واستمعنا وأدلينا برأينا وفندنا أسبابا متعددة عن الانهيار الذي يلاحق الفريق الأول لنادي الزمالك طوال السنوات الأربع (العجاف) المنصرمة والتي لم يحقق فيها الفريق سوى بطولة يتيمة واحدة ، وبكل أسف لم يستقر رأيان على سبب معين واحد يمكن أن يبدأ منه الزمالك رحلة العلاج ، و لا أدعى بدورى أن لدى الآن تبريرا جديدا أقدمه ، فالمسألة أصبحت تبدو كما لو كانت (لـغزا) يستعصى حله على أجاثا كريستى وألفريد هيتشكوك مجتمعين ،إذ كيف لفريق يخسر من أضعف فرق الدوري وأقلها مستوى ، بينما نجده يفوز على أنبي وصيف كأس مصر بأربعة أهداف والمصري قاهر بطل إفريقيا وغزل المحلة على أرضه !!! أيضا ليس لدى تفسير لفريق تضم قائمة لاعبيه هذا الكم من أسماء النجوم ويتعرض لهزائم متكررة أمام أضعف فرق المسابقة والمرشحة للهبوط مثل الأوليمبي والجيش وغزل المحلة ومع احترامي الكامل لهم فلا إمكاناتهم المادية ولا لاعبيهم يقاربون المستوى الذي من المفترض أن يكون عليه إمكانات نادى الزمالك ولاعبيه!!!


وقد ثبت بما لا يدعو للشك أن مشكلة الفريق لم تكن في كرول أو هولمان أو رفعت أو كاستال ، لم يكن كذلك سببها حسن صقر أو المجالس المعينة أو تأجيل الانتخابات أو حتى القضايا المتبادلة المرفوعة ، مشكلة الفريق لم تكن أبدا في الأسماء بل في الأفعال الصغيرة التى تأتى من الصغار ،وان كنا فيما مضى ننتقد الأبناء الكبار لنادي الزمالك ونتصور أن صراعاتهم كانت السبب في تمزق الفريق وابتعاده عن البطولات ، نجد أن المشكلة الآن أنتقلت لتستقر بين أقدام اللاعبين من أبناء النادي (الصغار) قولا وفعلا ، ففي الوقت الذي يتوقع الجميع سعيهم للشد من أذر الفريق ونصرته وتحسين صورته أمام جماهيرهم ،تجدهم يشكلون أكبر العوائق التي تعرقل تقدم الفريق بل وتجذبه للخلف.


أعلم أنه ليس هناك أصعب على النفس من الانتظار ، فما أهون على أن أسمعك كلمة (أنتظر قليلا ) وبعد مرور هذا القليل أكرر على سمعك نفس الكلمة إلى أن تملها وتمل قائلها وناقلها حتى يصل بك الحال إلى ماكان عليه حال جمهور نادي الزمالك عشية مباراته أمام غزل المحلة ، هذا هو تفسيرى المنطقى لعاصفة الغضب التى هبت من المدرجات البيضاء حين نفذ صبرهم وفقدوا صوابهم جراء هذا الحرق المنظم لدم وأعصاب هذا الجمهور فهان عليه كل غالى وما كان إلا أن شاط كرة غضبه في وجه الجميع ، حتى فتاهم المدلل والملقب بـ ( شــيكا ) والذى لايسأل وحده عن الهزيمة بالتأكيد ،لم يسلم من اعصار الهجوم الشرس الذي أجتاح كل شيء في طريقه وهو يرى الفريق الذي يفضله ويشجعه ينهار بسبب تصرفات بعض أعضائه الصبيانية !!


نعم نال الزمالك هزيمة سابعة هذا الموسم وأخطأ شيكابالا في حق جمهوره بإشاراته الطفولية البعيدة كل البعد عن منطق الاحتراف ، وأستفز مشاعرهم المجروحة أصلا منذ زمن طويل ،والنتيجة ... لاشيء .. فلا هو استفاد من اشاراته الساذجة لهم ،ولا هم استفادوا بحملهم عليه وتحميله وحده الهزيمة في اللقاء ، وليس هناك بديل من تجرع هذا الجمهور الحزين الوفي علقم هذه الهزائم وحسراتها سوى المزيد من الصبر والابتهال إلى الله أن يصلح ذات البين لهذا الفريق المنكوب بلاعبين دون مستوى المسئولية ،فالصبر والدعاء هو الأمل الباقى لديهم ،والله أسأل أن يستجيب لهم فهو أكبر الكبار وهو الوحيد القادر على اصلاح ما أفسده هؤلاء الصغار ...