____________________ العودة الى الصفحة الرئيسية

04 يناير 2009

>>>>>>>>> لـــعبـــة التـحـطـيب

شهد اللقاء الذي جمع بين فريقي الاسماعيلى والأهلي المؤجل من الأسبوع الخامس للدوري الممتاز والذي أقيم على ملعب الإسماعيلية أحداث شغب متبادلة بين جماهير الفريقين قبل وأثناء وبعد اللقاء.

وعلى الرغم من الدعوة التي وجهها جمهور الاسماعيلى إلى نظيره الأهلاوي عبر مواقع ومنتديات الانترنت وفى المقابلات التلفزيونية التي سبقت المباراة ، بنبذ التعصب وتوحيد الجمهورين تحت شعار " تعاطفوا مع غزة " ، وعلى الرغم من هتاف الجمهورين في صوت واحد لفلسطين قبيل بدأ المباراة حدث مع الأسف ما كان متوقعا من عناصر موتورة في الجانبين ، عناصر لا تعي شيء عن الرياضة أو المنافسات الرياضية ولا تنتهج سوى العنف والشغب والتراشق بالألفاظ الخارجة والشتائم سبيلا ، متصورة أنها بذلك تؤيد فريقها وتسانده وتساعده على تحقيق الفوز في المباريات والبطولات .

لست هنا بصدد تحديد الجانب المعتدى أو البادئ بالتراشق بالألفاظ الخارجة والسباب أو من بدأ في إطلاق الصواريخ النارية (الشماريخ) من جمهور الفريقين على الجمهور الآخر أو على أرض الملعب ، فكل ما أدعوكم إليه هو دراسة هادئة لأسباب هذا التطرف أو الخروج عن المألوف والطبيعي في تشجيع الفرق الرياضية ،بعد أن حولته حفنة من الشباب الغاضب إلى نهج ووسيلة تعبير عن الغضب ،لأننا ببساطة إذا استطعنا تحديد الأسباب التي تدفع المشجع إلى ذلك السلوك العدواني يمكننا تحجيمه أو على الأقل الحد من تكرار مثل هذه الإعمال البعيدة كل البعد عن الهدف من الرياضة وفلسفة التنافس الرياضي .

الأمر يحتاج إلى بحوث علمية ودراسات متخصصة من أساتذة وعلماء متخصصون في العلوم السلوكية من أحدى جامعاتنا ، وهم والحمد لله كثيرون ، عليهم أن يبحثوا ويتحروا ويستقصوا ويحددوا بطرق علمية أصل المشكلة وكيفية علاجها والخلاص منها ، فهم في رأيي الوحيدون الذين يمكنهم إجابتنا عن الأسباب التي تدفع شخصا من المفترض أنه بكامل قواه العقلية إلى بذل ماله وجهده في قضاء يوما كاملا خارج منزله في التحضير والانتقال إلى ومن الإستاد في مدينته أو مدينة أخرى بعيدة ومشاهدة المباراة والعودة مرة أخرى لبيته ... كل ذلك من أجل أن يسب اللاعب (الفلاني) أو يقذف المدرب (العلانى) بزجاجة أو علبة مشروب أو كرسي كان يجلس عليه منذ دقائق !!!

الأمر جد خطير فالعدوانية أصبحت منهجا حياتيا بشكل عام و في اللقاءات الرياضية بشكل خاص ومتزايد وأخشى أن تتسع الدائرة أكثر فأكثر ، فبالأمس القريب حرقت مجموعة من جماهير الأهلي مشجعا زملكاويا لمجرد أنه يشجع الفريق المنافس ... فماذا ننتظر ،والى متى الصمت ؟!! ...

لا أدرى إلى أين نحن ذاهبون وأي الطرق نسلك بعد ذلك ؟؟ ... هل نجلس في منازلنا نترقب فقط ما يحدث نصبر ونتمنى أن يرفع الله هذا البلاء الذي استشرى؟؟ ... أم نسلك نحن الآخرون هذا النوع من السلوك لمواجهة ما يتأتى من بعض الجماهير الغوغائية التي تتسع دائرتها بكل أسف يوم بعد يوم؟؟ ... هل اختفى من حياتنا القانون بعد أن اختفى الأدب والعيب والحرام والقدوة والاحترام ؟؟ ...

في النهاية وباختصار أرى أن الأمر يحتاج إلى وقفة علمية وسلوكية وطبية ورياضية وأمنية ،نحتاج جهود كل هؤلاء مجتمعين فإن لم يستطيعوا حل المشكلة وإعادة الناس إلى صوابهم مرة أخرى فماعليكم إلا أن توقفوا هذا (المسخ) المسمى مجازا ببطولة الدوري الممتاز ... أوقفوا النشاط الرياضي على مستوى البطولات المحلية إذا لزم الأمر ، فليس من المعقول أن يمارسه عدد قليل جدا من الشباب ،يتسببون بقصد أو دون قصد في انحراف عدد مهول من الشباب سواء عن قصد أو عن جهل .. الأمر يستحق عناية المسئولين أكثر من ذلك يستحق اهتمام المجلس القومي للشباب والرياضة والجامعات ووزارة الداخلية والأندية الشعبية يستحق الاهتمام من نجوم اللعبة ومن اتحاد الكرة يستحق الاهتمام من كل أطراف اللعبة الشعبية الأولى التي ستتحول بصمتنا وخوفنا وترددنا جميعا إلى لعبة التحطيب.!!