____________________ العودة الى الصفحة الرئيسية

13 فبراير 2009

عفوا ... أبو تريكة لايستحق هذه الجائزة


جامله الاتحاد الأفريقي (كاف) أكثر من مرة .. فاجأنا منذ البداية بترشيحه لجائزة أفضل لاعب خارج القارة ، وهى فئة ترشيحية لاتشمل اللاعب الذي لم يسبق له الخروج عن نطاق دوري بلاده (المحلى) قط ، إلى جانب ترشيحه لنيل لقب أفضل لاعب في بطولة دوري الأبطال الأفريقي 2008 ، ثم عاد الـ (كاف) ليجامله أكثر وأكثر بتأهيله ضمن القائمة النهائية لأفضل ثلاث لاعبين (خارج القارة) على خلاف ما جبلت عليه الجائزة منذ نشأتها.

وكأن رجال الـ (كاف) كانوا قد أقسموا قسم الأحرار على منح محمد أبو تريكة جائزة أحسن لاعب والسلام ،سواء داخل القارة السمراء أو خارجها ، ورسى العطاء فى النهاية على منحه جائزة أحسن لاعب فى دورى رابطة الأبطال ، ربما مجاملة منهم على مشاركته (العادية جدا) في دوري الأبطال الأفريقي لعام 2008 والتي لم يسجل لفريقه فيها سوى ثلاثة أهداف فقط في دوري المجموعات في مرمى كل من الزمالك المصري وديناموز هرارى الزيمبابوى ، وآسيك أبيدجان العاجي ، على الرغم من وجود لاعبين كانوا هم الأكثر تأثيرا في تحقيق الأهلي لهذه البطولة ،لكنه لم يتم ترشيحهم للقب من الأساس مثل محمد بركات ، أو تم ترشيحهم ولم يفوزوا لأسباب خاصة جدا مثل هداف الفريق الأنجولي فلافيو أمادو ، ولو أختار الخبراء أحدهما ما لامهم أحد قط على هذا الاختيار ..

وبعيدا عن العاطفة والشعبية الجارفة محليا وعربيا وإفريقيا لصانع ألعاب منتخب مصر والنادي الأهلي محمد أبو تريكة ،والتي لاتحتاج إلى التأكيد أو المزايدة ،فاننى أرى أن هذه الشعبية كانت الباعث الأساسي على إقحام اللاعب على قائمة اللاعبين المحترفين خارج القارة دون سند ، لذا لم أفاجأ بنتيجة التصويت النهائي على اللقب الذى سبقه اليه اديابيور بفارق شاسع (21 نقطة) وأظنه لم يظلم في التقييم العام على لقب أفضل لاعب في القارة السمراء لأن المقيمون لم يحتسبوا لأبو تريكة قيادته لمنتخب مصر للحصول على كأس أمم أفريقيا غانا 2008 كما ردد البعض فهو لم يشارك في صفوف المنتخب خلال البطولة كلاعب أساسي طوال المباريات وحل بديلا في أربعة منها ، فضلا عن اختيار اللجنة المنظمة للاعب حسنى عبد ربه كأفضل لاعب خلال البطولة وليس أبو تريكة وكلها كانت مقدمات بديهية لخسارته اللقب أمام التوجولى ايمانويل اديابيور وبفارق كبير.

حتى وان تحفظ بعضنا على انجازات الأخير مع منتخب بلاده ، فان هناك فارق يتخطى حجم المحيط الباسيفيكي طولا وعرضا بين المشاركة في بطولة إقليمية كدوري الأبطال الأفريقي أو محلية بحجم الدوري المصري ،وبين الدوري الأنجليزى المصنف عالميا كأقوى بطولات العالم حاليا على صعيديي المنافسة والمتنافسين وهو ما شفع لأديابيور الفوز باللقب..

أما إذا أردنا اعتبار الاتحاد الافريقى اتحادا جائرا فسيكون ذلك لظلمه البين للمصري عمرو زكى باستبعاده من القائمة النهائية لاختيار أفضل لاعب يلعب خارج إفريقيا ، ولا أدرى حتى الآن ماهو سر هذا الابعاد رغم تفوقه على الصعيدين الدولى والأوروبى على كل من اديابيور وايسين ، ولا أجد تفسيرا لهذا الارتباك والتأجيل وتغيير موقع الاحتفال ، بعدما تسربت أخبار قيل أنها عن مسئول كبير بالكاف تفيد وصول عمرو زكى إلي القائمة النهائية مع كل من لاعب ارسنال ايمانويل اديبايور التوجولى والغانى مايكل ايسين لاعب تشيلسى ، فضلا عن تأجيل الاحتفال وإعلان الفائز باللقب عدة مرات حيث كان مقررا إعلان اسم الفائز منتصف يناير الماضي ،فهل تم ذلك من أجل إفساح المجال أمام اديبايور وايسين للوصول إلى القائمة النهائية ، أم كان نتاجا لصفقة سرية تمت بين أروقة الاتحاد الأفريقي والشركة المنظمة أنتهت بسحب اسم عمرو زكى واستبداله (مثلا) باسم أبو تريكة ... على اعتبار أنهما مصريين ولن يغضب أحد ...؟؟!!

في النهاية وعلى أي حال اخفق الاتحاد الأفريقي كعادته في إدارة جائزة بهذا الحجم ، ولا أبالغ إذا قلت أن الجائزة لم تعد محل اهتمام الكثيرين ، بعدما شابتها شوائب الأهداف التسويقية والتربيطات الداخلية و المجاملات والعنصرية ،ولن أتهم إدارة الـ(كاف) بتوجيه الجائزة ولقبها للاعبين بأعينهم لتغليب إرادات وقدرات أعضائه ،لكنني سأعيب على لجان الترشيح لدى (كاف) عدم إفصاحها عن قواعد ترشيح اللاعبين لمثل هذه الجوائز والألقاب ،وكأنها من الأسرار الحربية الخطيرة التي لا يجب الإفصاح عنها ،وهذا لايعنى في نظري إلا شيء وحيد هو رغبة الاتحاد الأفريقي في الالتفاف على هذه القواعد وقتما يشاء وخلق التبرير المطلوب لاختياراته كلما أقتضى الأمر ذلك ، وله في ذلك الأمر سوابق ولوغاريتمات معروفة للجميع ، لكن الخوض فيها ليس مجالنا الآن ...